قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 179 ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون 180 وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون 181}
  · اللغة: الذرأ [و] الإنشأء والإحداث والخلق نظائر، ويقال: ذرأ اللَّه الخلق أي: خلقهم.
  والأسماء جمع اسم، والاسم ما دل على معنى غير مقرون بزمان، ثم ينقسم، فمنه ما يفيد صفة في المسمى كقولنا: قادر عالم، ومنه ما هو لقب محض. والحسنى تأنيث الحسن كالصغرى والكبرى. والإلحاد: العدول عن القصد، وأصله الميل، ومنه: لحد القبر، يقال: ألحدت الميت ولحدته، واللحد والمُلحَد والمَلْحِد بضم الميم وفتحها واحد، وهو الشق في ناحية القبر. والعدل: النصف، ومن النَّصَفَة أن تعمل ما تدعو إليه، لا [أن تكون] كمن يأمر بالبر وينسى نفسه.
  · الإعراب: (لقد) تأكيد للكلام، واللام في قوله: «لجهنم» لام العاقبة، وتقديره: ذرأنا كثيرًا من الجن والإنس للثواب والرحمة، فعصوا أمر اللَّه، فكان عاقبتهم الدخول في جهنم، ومن خالف في ذلك لا يخلو، إما أن ينكر لام العاقبة، أو يقول: اللام في الآية ليست لام العاقبة، فأما لام العاقبة في اللغة فظاهر، ذكرها جماعةٌ من أهل اللغة كالأخفش وقطرب والزجاج والمبرد، وحكوا ذلك عن العرب، وقالوا: لما كان عاقبة أمرهم العذاب صار كأنهم خلقوا للعذاب، وقد قال تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} وإنما التقطوه قالوا: قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا، وقال الشاعر:
  أَمْوَاُلنَا لِذَوِي الميراثِ نَجْمَعُهَا ... ودُورُنا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيهَا
  وقال آخر: