التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 179 ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون 180 وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون 181}

صفحة 2789 - الجزء 4

  وَلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالداتُ سخَالَهَا ... كَمَا لِخَرَابِ الدُّورِ تُبْنيَ المَسَاكِنُ

  وأنشد أبو علي لشاعر جاهلي:

  أأمَّ سِمَاكٍ فَلاَ تَجْزَعِي ... فللموت مَا تَلِدُ الوالدَهْ

  فأقسمُ لو قَتَلُوا مالكًا ... لكُنْتُ لَهمْ حَيَّةً رَاصِدَهْ

  وأنشد أبو مسلم:

  يا أم وجرة بعضَ الوجدِ واعترفي ... فَكُلُّ والدةٍ للموتِ مَا تلدُ

  وأنشد علي بن عيسى:

  لِدُوا لِلْمَوتِ وابْنُوا لِلخَرَابِ ... فَكُلُّكُمْ يَصِيرُ إِلى التُّرَابِ

  قال علي بن عيسى: هي لام إضافة تذكر مرة على معنى العلة ومرة على شبه العلة.

  · النزول: قيل: دعا وجل في صلاته اللَّه الرحمن، فقال بعض المشركين: يزعم محمد أنه يعبد ربًّا واحدًا فما بال هذا يعبد ربين اثنين. فأنزل اللَّه تعالى: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ...» الآية، عن مقاتل.

  · المعنى: لما بَيَّنَ اللَّه - تعالى - حال الكفار، وضرب لهم الأمثال بَيَّنَ ما يؤول إليه أمرهم،