قوله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون 182 وأملي لهم إن كيدي متين 183}
  والكيد: أصله الاحتيال والاجتهاد، ومنه سميت الحرب كيدًا لاحتيال الناس فيها، كاده يكيده كيدًا ومكيدة، وكَيْدُهُ لهم أخذه بالعقوبة من حيث لا يشعرون.
  والمتين: القوي، وأصله المتن، وهو اللحم الغليظ عن جانب الصلب، وهما متنان.
  · الإعراب: محل (آياتنا) نصب ب (كذبوا)، و (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) هو سنستفعل، وهذا السين يذكر للإرادة. و (لهم) محله نصب ب (أملي). (كيدي) نصب ب (إِنَّ) وخبره [متين].
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: قيل: يتصل بما قبله بِذِكْر من آمن بمحمد ÷ وعمل بشريعته، ثم ذِكْرِ من كذبه، عن أبي مسلم.
  وقيل: إنه يتصل بقوله: «فمثله كمثل الكلب»؛ لأنه [قال] (ساء مثلا القوم الَّذِينَ كذبوا بآياتنا) ثم بيّن ههنا وعيد أولئك، عن الأصم.
  · النزول: قيل: نزلت في المستهزئين، فقتلهم اللَّه جميعًا في ليلة واحدة، وكانوا خمسة، وسنذكر أسماءهم عند ذكر قصتهم من بعد.
  · المعنى: «وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا» يعني بالمعجزات التي أظهرها اللَّه على نبيه. محمد ÷، وبالقرآن الذي هو أدلة اللَّه في دينه «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيثُ لا يَعْلَمُونَ» قيل: سنأخذهم من أي طريق سلكوا، فلا يفوت منهم أحد، وهو نظير قوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمرْصَادِ} عن أبي مسلم. وقيل: يأخذهم درجة درجة حتى ينتهي إلى حال العقوبة،