قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون 78}
  · الإعراب: (إلا) في قوله: «إِلَّا أَمانِيَّ» استثناء منقطع، و (إلا) بمعنى (لكن)، كقوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}.
  و {إِنْ} في قوله: «وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» بمعنى (ما) كقوله: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}.
  · المعنى: لما تقدم ذكر أحبار اليهود من كتمان الكتاب وتحريفه، أخبر بذكر عوامهم وأتباعهم فقال تعالى: «وَمِنهُمْ» قيل: من اليهود، عن أبي العالية وابن زيد، وقيل: اليهود والمنافقون، عن أبي علي «أُمّيُّونَ» أي أمي لا يحسن الكتابة، عن إبراهيم وأبي العالية وأبي علي وأبي مسلم. وقيل: أميون: يعني غير عالمين بمعاني الكتاب، يعلمونها حفظًا وقراءة بلا فهم ولا دراية لما فيه، عن ابن عباس وقتادة. وقيل: لا يحسنون قراءة الكتاب ولا تلاوته، وإنما يتبعون ما تحدث به أحبارهم، عن الكلبي وجماعة. وقيل: أميون: يعني الأمم الذي نزل عليهم الكتاب نسبهم إلى أم الكتاب، كأنه قال: ومنهم أهل الكتاب لا يعلمون الكتاب، عن أبي القاسم وأبي عبيدة. «لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ» قراءتها، وقيل: معانيها، وقيل: كنايته «إِلَّا» بمعنى (لكن) «أَمانِيَّ» قيل: تلاوة، يعني يتلونها ولا يعرفونها، عن الكسائي والفراء وأبي علي. وقيل: إلا كذبا، عن ابن عباس ومجاهد، من قولهم: تمنيت الشيء، أي فعلته، يعني الأشياء التي كتبوها من عند أنفسهم في تغيير صفة محمد ÷ ونسبوها إلى اللَّه تعالى. وقيل: أمانيهم الباطلة، حتى تمنوا على اللَّه ما ليس لهم ذلك، عن الحسن وقتادة، كقولهم: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} وكقولهم: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} ونحوه، وقيل: إلا تلاوة من ظهر القلب من غير كتاب، عن أبي عبيدة، وقيل: إلا ما تحدث به علماؤهم، عن الكلبي «وإنْ هُمْ إِلَّا