قوله تعالى: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون 193 إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين 194 ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون 195}
  أثبت الياء في قوله: «كيدوني» أبو جعفر ونافع وأبو عمرو، والباقون بحذفها، وأثبت يعقوب الياء في «تنظرون» وحذفها الآخرون، فالإثبات على الأصل والحذف للتخفيف، مع دلالة الكلام عليه.
  قرأ أبو جعفر «يَبْطُشُونَ» بضم الطاء، وكذلك في (القصص) و (الدخان). وقرأ الباقون كله بالكسر.
  · اللغة: الدعاء: طلب الفعل بصيغة مخصوصة، ثم تختلف صيغته فيكون بصيغة الأمر والنهي والإخبار، كقوله: غفر اللَّه له.
  والصمت: السكوت، أصممت الرجل فهو مُصْمِت: إذا اعْتَقَلَ لسانه، وصمت وأصمت: سكت، ورماه اللَّه بِصُمَاتَةٍ أي: سكاتة.
  والبطش: الأخذ، ويد باطشة، ومنه: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}.
  · الإعراب: «عباد أمثالكم» تقديره: هم عباد. واللام في. قوله: «فليستجيبوا» لام الأمر على معنى التعجيز، وإنما كان للتعجيز؛ لأنه طلب الفعل إن أمكن.
  ويقال: لم قال: «صامتون» ولم يقل: (صَمَتُّم) كما قال: (دعوتم)؟
  قلنا: لأنه أراد الماضي والحال؛ لأن المقابلة دلت على معنى الماضي، واللفظ يدل على معنى الحال، قال الشاعر:
  سَوَاءٌ عَلَيْكَ الفَقْرَ أَمْ بِتَّ لَيْلَةً ... بِأَهْلِ فتات مِنْ نمير بن عَامِرِ
  · المعنى: «وِإنْ تَدْعُوهُمْ» قيل: هو تمام الحجاج مع أهل الشرك، وقيل: إنه عطف على قوله: «لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ» أي: لا ينصرونكم وإن دعوتموه لا يتبعونكم، عن