قوله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون 201 وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون 202}
  الطيف أصله الواو، ويقال: طاف يطوف طوفًا وطوافًا، وطاف يطيف طيفًا، قال الشاعر:
  أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيَالُ يَطِيفُ
  وأصل طيف، وقيل: طيّف بالتشديد، فخفف، نحو: كَيْد ومَيْت وهَيْن ولَيْن.
  وقد اختلفوا في الطائف والطيف:
  قال ابن فارس وابن عرفة: الطيف والطائف: ما أطاف بالإنسان من الجن والخيال، معناهما واحد.
  وقال أبو عمرو وأبو عبيد: الطائف ما طاف [به من وسوسة] الشيطان، والطيف:
  الجنون.
  والغي: الضلال الذي يورث الخيبة، والغي: نقيض الرشد، وأصله: الخيبة، ومنه:
  وَمَنْ يَغْوِ لا يَعْدِمْ عَلَى الغَيِّ لاَئِمَا
  أي: من يخب.
  القصر: الكف عن الشيء، يقال: قصر من الشيء: إذا كف، والإقصار: النزوع عن الشيء مع القدرة عليه. قال ابن عرفة: يقال: قصر من الشيء: إذا نقص منه، ومنه: {أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةَ} وأقصر عنه: تركه عن قُدْرَةٍ، وقصر عنه: ضعف عنه، والقصور عن الشيء: العجز عنه في الإقصار، قال الشاعر:
  لَوْلاَ عَلائِقُ مِنْ نِعَمٍ عَلقْتُ بها ... لأَقْصَرَ القَلْبُ مِنّي أَيَّ إِقْصَارِ