قوله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون 201 وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون 202}
  · الإعراب: يقال: ما الفرق بين (إذا) الأولى وبين (إذا) الثانية؟
  قلنا: الأولى بمنزلة الجزاء في أن لها جوابا كجوابه، والثانية فيها معنى المفاجأة، كقولك: خرجت فإذا زيد.
  · المعنى: لما أمر بالاستعاذة بِاللَّهِ من الشيطان بيّن طريقة المؤمن في ذلك وطريقة غيره، وعلَّم المؤمن الانقطاع إليه، كما علم الرسول، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا» قيل: معناه: المتقون، وقيل: اتقوا الكفر والكبائر «إِذَا مَسَّهُمْ»: أصابهم.
  ومتى قيل: لم فصل بين النبي، ÷ وبين المؤمن، فقال: «وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ» وفي المؤمنين: «إذا مسهم»؟
  قلنا: لأن النزغ أول الوسوسة، والمس آخره؛ لأنه لا يتمكن من النبي ÷ بأكثر من ذلك، ويتمكن من غيره، والمس لا يتم إلا بعد التمكن.
  طيف و «طَائِفٌ» قيل: نزغ، عن ابن عباس. وقيل: وسوسة، عن أبي عمرو بن العلاء والأصم وأبي علي. وقيل: غضب، عن مجاهد. وقيل: الطائف الشيطان يعني إذا طاف بهم الشيطان، وقيل: الوله والذنب «تَذَكَّرُوا» أي: تفكروا في الوعد والوعيد، وفيما قاله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) و {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ} وغير ذلك من الآيات، فتركوا ذلك. وقيل: ذكروا اللَّه، فتركوا الذنب لأجله تعظيمًا له، وشكرًا لأنعمه. وقيل: ابتهلوا واستجاروا وتضرعوا ليدفع عنهم شر الشيطان، عن أبي مسلم. وقيل: يهم بالذنب فيذكر