قوله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون 201 وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون 202}
  اللَّه فيتركه، عن مجاهد. وقيل: إذا زلوا تابوا، عن السدي. وقيل: تذكروا بها معصية فتركوها، عن مقاتل. «فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ» يبصرون مواقع نعم اللَّه، وما عليه من الخطيئة والعصيان، وما له من الثواب في تركه «وَإِخْوَانُهُمْ» قيل: إخوان الشياطين في الضلال يمدهم الشيطان، عن الحسن وقتادة والسدي. وأبي علي والزجاج. وقيل: إخوان المشركين والشياطين، عن مجاهد. وإنما جعلهم إخوانًا لهم لوجهين:
  أحدهما: لقبولهم عنهم، واجتماعهم على الضلالة، وتعاونهم عليه، كما قال المؤمنون إخوان لاجتماعهم على الحق، ومعاونتهم فيه.
  والثاني: لقطع الموالاة بينهم وبين المؤمنين أو أن الشيطان أولى بهم كالأخ بأخيه، فَبَيَّنَ - تعالى - أن الشيطان يطمع في الكفرة والفسقة لقبولهم عنه بالوسوسة، فلا بد أن يكون في ضلال.
  «ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ» أي: لا يكفون، وقيل: لا يكفون عن إغوائهم، عن أبي علي.
  وقيل: لا يكفون إجابتهم، عن الأصم. وقيل: لا يكفون عن السيئات ولا الشياطين يكفون عن إغوائهم.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الانقطاع إلى اللَّه - تعالى - عند وسوسة الشيطان، وتذكر وعده ووعيده ليكف عن المعاصي.
  وتدل على أن تلك طريقة المؤمنين، فلا يقبلون من الشيطان.
  وتدل على أن طريقة الفسقة القبول منهم لا جرم يمدونهم، ويطولون إغواءهم.