قوله تعالى: {وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 203}
  يقول: لِمَ لا أتيتني؟ فجوابه: لأجل زيد. «تأتهم» مجزوم ب (لم)، وعلامة الجزم حذف الياء.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: قيل: الضمير فيها يرجع إلى السائلين عن الساعة، ويتصل به وهم المشركون، تقديره: يسألونك عن الساعة وعن الآيات، فإذا لم تأتهم قالوا لولا اجتبيتها، عن أبي مسلم.
  وقيل: يتصل بما قبله وهو قوله: «وإخوانهم» يعني يبقون في الضلالة، وإذا لم تأتهم بآية يسألون عنها قالوا كذا، فهذا صفتهم.
  · المعنى: «وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ» يا محمد يعني هَؤُلَاءِ المشركين أ «بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا» قيل: معجزة طلبوها، واقترحوها تعنتًا، نحو إحياء ميت يسمعون كلامه قالوا: لولا اجتبيت: أخبرت بسؤال ربك إياها، وإنما لم تأتهم لما فيه من المفسدة، عن أبي علي والأصم وأبي مسلم، وقيل: طلبوا آية من الوحي، فإذا جاءت كذبوا بها، وإذا أبطأت طلبوا بمجيئها. وقيل: الآية الشريعة، إذا عرفوا بشريعةٍ عليها أهل الكتاب قالوا للنبي ÷: هلا استدعيت هذا الفرض؟، وهلا جمعت هذه؟، وهلا جمعت هذه الشريعة مع شرائعك؟، «قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيتَهَا» قيل: هلا اخترتها بسؤال ربك أن يأتيك بها؟، عن ابن عباس وأبي علي وأبي مسلم. وقيل: هلا افتعلتها من قِبَلِ نفسك وذاتك عن قتادة ومجاهد وابن زيد والفراء. تقول العرب: اجتبيت الكلام، واختلقته: إذا افتعلته