التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون 204}

صفحة 2833 - الجزء 4

  وسئل أحمد بن حنبل عن ذلك، فقال: أجمعت الأمة أنه أنزلت في الصلاة.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: لما تقدم أن القرآن بصائر وهدى ورحمة أَمَرَنَا باستماعه والتدبر فيه، لنصل إلى الحق، ذكره شيخنا أبو حامد.

  وقيل: إنه تمام ما أمر اللَّه به نبيه أن يقول للمشركين السائلين عن الساعة المستدعين للآيات، وتقديره: قل لهم: أمر الساعة كذا، وقيل لهم في اختيار الآيات كذا، وقل لهم: إن القرآن معجز، فإذا قرئ فاستمعوا فتدبروا لتعلموا، عن أبي مسلم.

  · المعنى: «وَإذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ» قيل: في الصلاة، عن ابن عباس وابن مسعود وأبي هريرة والزهري وقتادة والسدي وابن زيد وأبي علي. وقيل: في الخطبة أمرنا بالإنصات يوم الجمعة والاستماع إلى الإمام، عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم. وقيل: في الخطبة والصلاة، عن الحسن وجماعة. وقيل: أينما قرئ، عن الحسن وأبي مسلم. وقيل: في ابتداء التبليغ ليفهموا ويتعلموا، عن أبي علي، وعن عمر بن عبد العزيز كل وعظ «فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا» أي: اسكتوا واستمعوا، فالإنصات قبل السكوت لاستماعه، وقيل: الاستماع: الإصغاء إليه، وقيل: الإنصات: ألا يجهر به، والاستماع: العمل به، يقال: سمع اللَّه دعاك: أي أجاب، عن الزجاج. «لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» قيل: لترحموا، عن أبي علي. وقيل: اعملوا ذلك طمعًا في الرحمة، عن أبي بكر أحمد بن علي. وقيل: ترحموا بطاعتكم له وتفهُّمِ كلامه، عن الأصم.