قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون 204}
قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ٢٠٤}
  · اللغة: القرآن: أصله الجمع، ومنه قرأتْ النجوم: اجتمعت، ومنه: القرء: الحيض لاجتماع الدم في الرحم. والقرء: الطهر لاجتماع الدم في البدن. والقراءة: التلاوة، وأصله من الاتباع.
  والإنصات: الإمساك عن الكلام، أَنْصَتَ يُنْصِتُ إنصاتًا.
  · الإعراب: رفع «القرآن» لأنه اسم ما لم يسم فاعله، وإنما يرفع لأن الفعل مسند إليه، فرفع بسببه، و (لعل) كلمة رجاء وطمع، وقد تكون بمعنى لام (كي).
  · النزول: قيل: نزلت الآية في الصلاة، وكانوا يتكلمون فيها، ويسلم بعضهم على بعض، فَنُهُوا عن ذلك، وأمروا بالاستماع، عن ابن عباس وابن مسعود وأبي هريرة والزهري ومجاهد والضحاك والسدي والحسن وقتادة وعبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح.
  وروى أبو هريرة أنه أنزلت في فتى من الأنصار، كلما قرأ رسول اللَّه ÷ شيئًا قرأ هو معه، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت الآية في الخطبة، عن سعيد بن جبير وجماعة.
  وقيل: نزلت في رفع الأصوات خلف رسول اللَّه ÷ في الصلاة، وحين يسمعون ذكر الجنة والنار، عن أبي هريرة والكلبي.
  وقيل: كان المشركون يأتون رسول الله ÷ إذا صلى، فيقول بعضهم لبعض: لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ، فنزلت الآية جوابًا لهم، عن سعيد بن المسيب.