قوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين 205 إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون 206}
  وقال أبو حنيفة: يكبر ويسجد، ويكبر ويرفع رأسه، ولا سلام فيه.
  وقال الشافعي: فيه سلام.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب ذكر اللَّه في النَّفْس، والمراد به القلب، هذا هو الأقرب، وهو التفكر والمعرفة، وذلك واجب في عموم الأحوال.
  وتدل على أنه يجب ذكره على وجه التضرع والتذلل للمعبود.
  وتدل على أن الدعاء يجب أن يكون بين الجهر والإخفاء، وقد روي أنه نهى قومًا رفعوا أصواتهم بالدعاء وقال: «إنكم تدعون سميعًا بصيرًا».
  وتدل على مزية الغدو والآصال؛ وذلك لأنهما وقت سكون ودَعَةٍ، وتعبد واجتهاد، وما بينهما الغالب الانقطاع إلى أمر المعاش.
  وتدل على أن الذكر يجب أن يكون دون الجهر؛ لأنه أبعد من الرياء.
  وتدل على أنه يجب أن يكون متيقظًا عند الذكر؛ لكي يعرف ما يدعو، وشرائط الدعاء.
  وتدل الآية الأخيرة على عظيم منزلة الملائكة والحث على سلوك طريقتهم في العبادة، وأن صفتهم ما ذكر، وذكر الأصم أنه يدل على أن الملائكة أفضل من ابن آدم؛ لأنه نبه على عظيم منزلتهم.
  قال القاضي: وتدل على كونهم مكلفين، خلاف ما قاله بعضهم.
  وتدل على أنهم سجدوا لله، وآدم كان قِبْلَةَ السجود؛ لأنه وصفهم بأنهم يسجدون له.
  وتدل على أن الذكر فِعْلُهُمْ؛ لذلك أمرنا به، ومدحهم عليه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.