قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين 1}
  الطوع من حيث لا يجب، ومنه: نوافل الصلاة، والنوفل: الرجل الكثير العطاء، وبه سمي نوفل بن الحارث، والأنفال: الغنائم؛ لأنها عطية، واحدها: نَفَلٌ، نحو: ثقل وأثقال، وقيل: أصله الزيادة على الأصل، وسميت الغنيمة نفلاً؛ لأنه مما زاد اللَّه هذه الأمة في الحلال؛ لأنها كانت محرمة على من كان قبلهم، ونوافل الصلاة زيادة على الفرض، ومنه: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} أي: زيادة على ما سأله، وقال علي بن عيسى: النفل: الزيادة من الخير على الواجب، والنافلة: الطاعة التي ليست بواجبة، قال لبيد:
  إِنَّ تَقْوَى ربِّنَا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللَّه رَيثي وَالْعَجَلْ
  والأوجه أن أصله العطية.
  · الإعراب: يقال: لِمَ أَنَّث «ذات بينكم»؟
  قلنا: فيه أقوال:
  قيل: المراد به ذات البين، كقولك: نفس الشيء.
  وقيل: أصلحوا الحال ذات بينكم.
  وقيل: إنهم يضعون اسم المذكر على المؤنث، واسم المؤنث على المذكر، نحو: الدار والحائط، أَنَّثُوا الدار، وذَكَّرُوا الحائط.
  · النزول: قيل: نزلت في أهل بدر، فإن النبي ÷ قال: «من أتى مكان كذا فله كذا، ومن قتل قتيلاً فله كذا، ومن أسر أسيرًا فله كذا» فتسارع الشبان، وبقي الشيوخ تحت