قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين 1}
  الرايات، فلما فتح اللَّه عليهم جاؤوا يطلبون ما جعل لهم، فقال الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا؛ لأنا كنا رِدْءًا لكم، وجرى بين أبي أنيس أخي بني سلمة وبين سعد بن معاذ كلام، فنزلت الآية. وقسم رسول اللَّه ÷ بينهم بالسوية، عن ابن عباس.
  قال الأصم: روي أن أبا بكر وعمر وسعد بن عبادة قالوا: الناس كثير، والقسمة قليلة، وما تمنعنا من القتال، إلا أنا كرهنا أن نفارقك، فيطمع العدو فيك، فنزلت الآية.
  وعن عبادة بن الصامت: [فينا معشر] أصحاب بدر نزلت الآية حين اختلفنا يوم بدر، وساءت أخلاقنا، فنزعه اللَّه من أيدينا، وجعله إلى رسوله، فقسمه بيننا عن بواء، يعني على السواء.
  وعن سعد بن أبي وقاص قال: فيّ نزلت الآية؛ لأنه قُتل أخي عمير، فقتلت سعيد بن العاص، وأخذت سيفه، فأمرني رسول اللَّه ÷ برده فرددته، وفيّ ما لا يعلم إلا اللَّه؛ لأنه قتل أخي، وأخذ سلبي، فنزلت الآية، فأعطاني رسول اللَّه السيف.
  وقال الأصم: سألوا عنها؛ لأنها كانت حرامًا على مَنْ قبلهم، فنزلت الآية. قال الطحاوي: الغنائم لم تكن أخذت قبل يوم بدر.
  · المعنى: «يَسْأَلُونَكَ» السائل جماعة من الصحابة، والمسؤول رسول اللَّه ÷، سألوه عن ذلك، واختلفوا، فقيل: سألوه عن ذلك مسترشدين بحثًا عن حكمه، وقيل: إنه لم تكن أحلت قبلهم، عن الأصم. وقيل: إنجاز الموعد، فبين أنه لم يجب إنجاز الوعد لمكان الاستثناء «عن الأنفال»، قيل: الغنائم، عن ابن عباس ومجاهد والضحاك