قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم 4}
  «تَفَعُّلٌ» من: وكلت الأمر إليه: إذا جعلت إليه القيام به، ومنه: الوكيل، وهو القائم بالأمر لغيره. والصلاة في الأصل: الدعاء، وفي الشرع: اسم لأفعال مخصوصة.
  والدرجة: المنزلة والمِرْقاة، أخذ من الدَّرَج التي يرقى فيها تشبيهًا بها.
  · الإعراب: «حقا» نصب على المصدر وتقديره: حقوا حقًّا كقولك: صَدَقُوا صدقًا، وضربوا ضربًا. وقيل: أحق ذلك حقًا.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: قال أبو مسلم: لما ذكر المؤمنين بَيَّنَ شرائط الإيمان وقال: إن كنتم مؤمنين فاصبروا على شرائط الإيمان وأحكامه، وهو العمل بطاعته والرضا بحكمه في الأنفال وغيره، والصبر على أمره ولزوم الجماعة والألفة، ثم زاد في نعتهم وصفاتهم الحسنة فقال: «الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ» ثم بين ما أُعِدَّ لهم.
  وقيل: لما ذكر المؤمن بَيَّنَ أنه يجمع بين الإقرار والمعرفة وأعمال الجوارح، دون من يقتصر على الدعوى، ذكره شيخنا أبو حامد. وقيل: لما حث على التقوى وصلاح ذات البين، وبين أنه يتكامل الإيمان أراد أن يبين شرائط الإيمان، وصفات المؤمنين فقال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ» ذكره قاضي القضاة |.
  · المعنى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ» (إنما) حرفان جمعا، ومعناه النفي والإثبات، كأنه قيل: لا يكون