قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون 5 يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون 6 وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين 7 ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون 8}
  وشائك السلاح وشاكي السلاح وشاك من السلاح: من الشكة، وهو السلاح، وأصله الشوك، وهو النبت الذي له حد يغرز، وشجرة شَوِكَةٌ وشائكة ومُشِيكة، وشاكني الشوك، ومنه: شَوَّكَ البعير: إذا طالت أنيابه، وبُرْدَةٌ شَوْكاء: خشنة المس.
  ودابر الأمر: آخره، ودابر الرجل: عقبه، في الحديث: «لا يقبل اللَّه - تعالى - صلاة رجل أتى دبارا» أي: بعد فوف الوقت. قال ابن الأعرابي: دبار: جمع دبْر ودبُر، وهو آخر أوقات الشيء، وأصل الباب: الدبر بخلاف القُبل، ويُقال: تدابر القوم إذا أدبر كل واحد من صاحبه؛ لأن الناظر [يرى دابره كما] أن المقبل يرى قبله، والدبار: الهلاك؛ لأنه يقطع أصلهم وآخرهم، والتدبير أن يتدبر الإنسان الأمر حتى كأنه ينظر إلى عاقبته، والتدبير: عتق العبد عن دبر.
  الحق: وقوع الشيء في موقعه الذي له، فمن اعتقد شيئًا لحجة فهو حق، إلا أنه وقع موقعه الذي هو له، عن علي بن عيسى.
  · الإعراب: الكاف في قوله: «كما» كاف التشبيه، والعامل يحتمل وجوهًا:
  الأول: معنى الفعل الذي دل عليه: «قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ» تقديره: نزع الأنفال من أيديهم بالحق، كما أخرجك بالحق.
  الثاني: أنى يجادلونك في. الحق، كما أن هذا إخراجك بالحق لأن في هذا المعنى، وإن قدَّم ذكر الإخراج.