التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 9 وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم 10}

صفحة 2863 - الجزء 4

  النصرة، فينصر المؤمنين دون الكافرين، فمن الحكمة وضع الشيء موضعه، عن أبي مسلم. وقيل: حكيم في جميع تدابيره، عن أبي علي.

  · الأحكام: تدل الآية أنه - تعالى - أمدهم بالملائكة، وقد مضت قصته في آل عمران.

  وتدل على أن الملَك يجوز أن يتشبه بالآدمي، ولا يخرج من كونه مَلَكًا بأن تغير أطرافهم دون الأجزاء التي صاروا بها أحياء، والذي يُنْكِر: أن يقدر أحد على تغيير الصور يقول: إن اللَّه هو الذي يقدر على ذلك، ومن زعم أن أحدًا يقدر على التصوير [غير اللَّه] فإنه يكفر.

  وتدل على معجزة عظيمة للنبي ÷ من وجوه:

  منها: الإمداد.

  ومنها: تغيير الصور.

  ومنها: القتال.

  وتدل على وجوب الانقطاع إلى اللَّه - تعالى - والاستغاثة به عند هجوم النوازل؛ لأنه بين أنه لمكان استغاثتهم أجاب، وروي أن النبي ÷ كان يدعو والمؤمنون يُؤَمِّنون، فوعدهم اللَّه النصر.

  ومتى قيل: كيف الجمع بين هذه الآية وبين آية آل عمران، وفيه نزل خمسة آلاف، وثلاثة آلاف؟

  قلنا: قيل: نزلت الآلاف للقتال، والثلاثة والخمسة للبشارة، عن مجاهد. وقيل: