قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 9 وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم 10}
  الميمنة، ونزل ميكائيل في خمسمائة ووقف في الميسرة، وقيل: كانوا على صورة الرجال، عليهم ثياب بيض، وعمامة صفراء أرخوا ما بين أكتافهم «مُرْدِفِينَ» قيل: مع كل ملك ملك، قال أبو علي: هم ألفان؛ لأن مع كل واحد منهم ردفًا له، وقيل: متتابعين فكانوا ألفًا بعضهم في إثر بعض عن ابن عباس وقتادة والسدي وأبي مسلم. وقيل: مردفين ممددين الأرداف إمداد المسلمين، عن مجاهد. «وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ» قيل: ما جعل الإمداد، وقيل: الخبر بالمدد، عن أبي علي. «إِلَّا بُشْرَى» لكم أي: بشارة للمؤمنين، وإنما جعله بشرى بأمره الملائكة أن تبشر به، وقيل: أراد به بشارة المؤمنين «وَلِتَطْمَئِنَّ» تثق وتسكن «بِهِ» قلوبهم، واختلفوا، فقيل: إن الملائكة جاءت يوم بدر، ولم يحاربوا في موضع آخر، وإنما كانوا يشجعون، وقيل: لم يحاربوا يوم بدر أيضًا، ولكن شجعوا، وكثروا سواد المسلمين وبشروا بالنصر، عن أبي علي، قال: ولو قاتل الملائكة لكفى ملك واحد كما كفى قوم لوط، وقيل: فيه إعزاز ونصرة؛ فلذلك بعث الألف، وقال مجاهد: إنما أمدهم بألف يقاتلون، فأما الثلاثة آلاف والخمسة آلاف، فكانوا يبشرون، وظاهر الأخبار في إجماع المفسرين أنهم قاتلوا يوم بدر، وعن ابن مسعود أنه سأله أبو جهل: أين كان الضرب ولا يرى الشخص؟، قال: من قِبَلِ الملائكة، قال: هم غلبونا، لا أنتم. وعن ابن عباس: أنهم قاتلوا يوم بدر وَقَتَلوا «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» يعني أنه، وإن أمدهم بالملائكة فالنصر منه، لا منهم، وقيل: تلك النصرة بالملائكة عنه «إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» قادر على النصرة وعلى ما يشاء، لا يُغلب، حكيم عالمٌ بمحل