التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام 11 إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان 12 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب 13 ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار 14}

صفحة 2865 - الجزء 4

  قراءة العامة «أَمَنَةً» بفتح الميم، وقرأ أبو حيوة وابن محيصن بسكون الميم على المصدر، يقال: أَمِنْتُ أَمْنًا وأَمَنَةً، وأَمَنًا وأمانًا كلها بمعنى.

  قراءة العامة: «يُطَهِّرَكم» بالتشديد من طهّره يُطَهِّرُه تطهيرًا، وعن سعيد بن المسيب: ساكنة الطاء، من «أطهره اللَّه».

  قراءة العامة: «رِجْزَ» بكسر الراء، وعن ابن محيصن بضم الراء وهما لغتان، وعن أبي العالية (رجس) بالسين، والعرب تعاقب بين السين والزاي فيقولون: سراط، وزراط

  · اللغة: الغشيان: لباس الشيء بما يبطل به وأصله السير، ومنه غشى الرجل المرأة، ومنه: غاشية، وأصله السير. والنعاس: ابتداء النوم، وقيل: الاستقبال وهو السِّنَة، نَعَسَ يَنْعَسُ نعاسًا فهو ناعس، قال الفراء: سمعت نعسًا. والأَمَنَةُ والطمأنينة الأمن، ونقيضه: الخوف. والربط: الشد، ربطت الشيء أربطه ربطًا، والرباط: ما شد به، ورجل رابط الجأش: شديد القلب. والرعب: الخوف، رعبته أَرْعَبُهُ رعبًا فأنا راعب له، وهو مرعوب، وهو انزعاج النفس لتوقع مكروه، وأصله القطع من قولهم: رعبت السنام رعبًا: إذا قطعته مستطيلاً، فكأن الرعب يقطع حال السرور بضده. والبنان: جمع بنانة، وهو أطراف اليدين والرجلين. قال الشاعر: