التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار 15 ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير 16}

صفحة 2873 - الجزء 4

  تحرفًا، وحرفه تحريفًا، ومنه: احترف احترافًا؛ لأنه يقصد جهة طلب الرزق.

  والمُحارَفُ: المحروم عن الرزق، وقيل: أخذ من الحراف: حديدة تعالج بها الجراحة، أي قد رزقه كما تقدر الجراحة بها، قال الشاعر:

  إذا الطبيب بمحرافيه عالجها

  وقيل: حُورِفَ كسبه: ميل به عنه كتحريف الكلام، وفلان يحرف لعياله: أي يكتسب، وهو حَرِيفُهُ: أي يعامله، كأنه مال إليه عن غيره.

  والحوز الجميع، والحوزة: الناحية، والتحيز: طلب حيز يتمكن فيه، تحيز تحيزًا، وانحاز انحيازًا، والحيز: الجهة التي فيها الجوهر. وقيل: من ضم إلى نفسه شيئًا فقد حازه حوزا، والحيز: ما انضم إلى الدار من مرافقها، والجمع: أحياز، وانحاز القوم: تركوا أمر كبيرهم إلى أحدهم.

  والفئة: الجماعة، وأصله من فاء يفيء، وهو الرجوع.

  · الإعراب: قيل: (يا) نداء، و (أي) تنبيه، وهما إشارة، كأنه ينبه ليقبلوا على أمر اللَّه ونهيه بالتدبير والعمل بموجبه.

  «يومئذ» يجوز إعرابه وبناؤه، فأما الإعراب فلأنه متمكن أضيف، على تقدير الإضافة الحقيقية كقولك: هذا يوم ذاك، وأما البناء فلأنه أضيف إلى جملة إضافة غير حقيقية فأشبه الأسماء المركبة.

  «متحرفًا» نصب على الحال.