التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 81}

صفحة 457 - الجزء 1

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع: «خطيئآته» بالألف على الجمع، وقرأ الباقون على التوحيد، وهو الاختيار على ما تقدم من توحيد سيئة، ولأن أكثر الأئمة عليه.

  · اللغة: السيئة والخطيئة والمعصية نظائر، ونقيض السيئة الحسنة، وحَدُّ السيئة الخطأ الذي يزجر عنه العقل.

  والإحاطة: الإدارة حول الشيء.

  والخلود: الدوام.

  والمصاحبة: الملازمة.

  وحقيقة (بلى): الرد للنفي استفهامًا كان أو خبرًا أو نهيًا، فالاستفهام كقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ} الآية. وكقوله: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} جوابه «بلى»، ولفظه لفظ الاستفهام، ومعناه التقرير، وأما الخبر كقوله: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ} جوابه «بلى»، والنهي: لا تلق زيدا؟، جوابه: بلى لقيته، والفرق بين (بلى) و (نعم): أن (بلى) جواب النفي، و (نعم) جواب الإيجاب، واختلفوا في أصله فقيل: أصله بل زيدت الألف ليصلح عليه الوقوف، ويخرج عن معنى الظرف، والمحققون من النحاة ينكرون ذلك؛ لأنه لا يحكى بزيادة الألف حتى يجاوز الثلاثة، و (بلى) تقوم مقام الخبر، وتدل على الجواب، وتختص بالحجة، وليس كذلك «بل»، وقيل: «بل» تنفي الخبر الماضي، وتثبت الخبر في المستقبل.

  · الإعراب: (من) هاهنا على كم وجه تكون؟