التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 22 ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون 23}

صفحة 2890 - الجزء 4

  ابن جريج وابن زيد. وقيل: لأدخله آذانهم وهو الوحي والقرآن، عن أبي مسلم. وقيل:

  لأسمعهم كلام الموتى الذي نطلبوا إحياءهم نحو قصي بن كلاب وغيره ليشهدوا نبوته، عن أبي علي. وقيل: لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه، عن الزجاج.

  وقيل: لو علم أنهم سألوا تلك المعجزات تعريفًا لأسمعهم جواب ما سألوا عنه، ولكن علم أنهم يسألون ذلك تعنتًا؛ ولذلك لم يجبهم «وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ» قيل: القرآن، وقيل: ما سألوا «لَتَوَلَّوْا» عنه، أي: أعرضوا عنه، قيل: عن القرآن، وقيل: عما سألوا، وقيل: عن النبي ÷ «وَهُمْ مُعْرِضُونَ» أي إعراض إنكار ورَدٍّ.

  · الأحكام: تدل الآية على تشبيه من لا ينتفع بالسماع والكلام بالصم والبكم، وأنهم شر الدواب، ووجه التشبيه أن الكافر لا يهتدي في أمر دينه كالدابة.

  وتدل على أنهم سألوه شيئًا لم يجابوا إليه؛ لما علم أنهم لا يؤمنون، والمروي أنهم سألوه أن يحيي لهم قصي بن كلاب ليتعرفوا منه بنبوة محمد.

  وتدل على صحة الحجاج؛ لأنه احتج عليهم، وبَيَّنَ ما لأجله لم يفعل ما سألوه.

  وتدل على أنه - تعالى - يلطف لمن كان له لطف، وإنما لا يلطف إذا كان المعلوم أنه لا ينتفع، عن أبي علي.