قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون 24 واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب 25}
  · الإعراب: اختلفوا في وجه قوله: «لَا تُصِيبَنَّ» من الإعراب على قولين:
  الأول: أن قوله: «لَا تُصِيبَنَّ» ليس بجواب، ولكنه نهي بعد أمر، ولو كان جوابًا ما دخلت النون، وفيه معنى إذا، ومثله: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} ومثله في النهي: لا أَرَيَنَّكَ ههنا.
  الثاني: قيل: إنه على مخرج جواب القسم، قال بعض الكوفيين: أمرهم ثم نهاهم وفيه طرف من الجزاء وإن كان نهيًا.
  · النزول: قيل: نزلت هذه الآية في أصحاب النبي ÷ خاصة، عن ابن عباس.
  وقيل: أمر اللَّه المؤمنين ألّا يقروا المنكر بَيْنَ أظهرهم فيعمهم اللَّه بالعذاب.
  وقال الحسن: نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير، وقال الزبير: لقد قرأنا هذه الآية زمانًا وما أرانا مِن أَهْلِها فإذا نحن المعنيون بها، فخالفنا حتى أصابتنا خاصة.
  وقال السدي ومقاتل: نزلت في أهل بدر خاصة، فأصابتهم يوم الجمل، فاقتتلوا.
  وقيل: نزلت في قتل عثمان، وإنما تكون الفتنة على قاتل عثمان ومن قاتل عليًا وحاربه.
  · المعنى: ثم أمر - تعالى - بإجابة دعائه وحذر من مخالفة أمره، فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا