التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون 26}

صفحة 2898 - الجزء 4

  يقتلونكم، عن أبي علي. وقيل: يأخذونكم بسرعة من الضعف، وقيل: مطرودون في البلدان، عن الأصم. «النَّاسُ» قيل: كفار قريش، عن قتادة وعكرمة. وقيل: فارس والروم، عن وهب. «فَآوَاكُمْ» قيل: جعل لكم مأوى حَرِيزًا تسكنون فيه وترجعون إليه، وقيل: آواكم إلى المدينة، عن السدي. «وَأَيَّدَكم» قواكم «بِنَصْرِهِ» قيل: نصره يوم بدر حتى قتل الصناديد، وظهر الإسلام، وقيل: قواكم بالأنصار، وهم الأوس والخزرج بالمدينة «وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ» قيل: الغنائم، فأحلها لكم، ولم يحلها لأحد قبلكم، وقيل: نعم الأمصار، وما آتاهم من كنوز فارس والروم، وقيل: هو عام في جميع ما أعطاهم «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» أي: لكي تشكروا، فيجازيكم جزاء الشاكرين.

  · الأحكام: تدل الآية على قلة عدد المسلمين في بُدُوِّ الإسلام وضعفهم وكثرة عدد الكفار، واستظهارهم بنصره، وتقويته إياهم حتى ظهر دينهم، وفتحوا البلاد، وذلك نعمة عظيمة، ومعجزة للنبي ÷.

  وروي أن المسلمين ببدو كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ليس فيهم إلا فرس واحد، والكفار بين سبعمائة إلى ألف، كثيرو العدة، ثم آل أمرهم إلى ما آل.