قوله تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون 26}
  · الإعراب: «لعلكم» قيل: لكي تشكروا، عن أبي مسلم. ومعناه: الإرادة، يعني: رزقكم ليريد منكم الشكر، قال أبو علي: لا يجوز عليه الشكر؛ لأنه عالم لم يزل.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في أصحاب النبي ÷ بعد قتال أهل بدر، عن مقاتل.
  وقال قتادة: كان هذا الحي من العرب أكثر الناس ذلاً، وأشقاهم عيشًا، وأجوعهم بطنًا، وأعراهم جلدًا، وأبينهم ضلالاً، من عاش عاش شقيًا، ومن مات صار إلى النار حتى جاء اللَّه بالإسلام، فمكن لهم البلاد، ووسع لهم في الرزق، وهداهم من الضلالة، وجعلهم ملوكًا، جميع ذلك أعطاهم بالإسلام فاشكروا نعمه فإن ربكم يحب الشكر، وضمن لأهل الشكر المزيد.
  · المعنى: ثم ذكرهم اللَّه نعمه فإن ربكم يحب الشكر على نصرهم وغير ذلك مما أوجب الشكر، فقال سبحانه: «وَاذْكُرُوا» خطاب للمؤمنين «إِذْ أَنْتُمْ قَلِيِلٌ» في العدد، وكانوا كذلك قبل الهجرة في بُدُوّ الإسلام، وقيل: ما كانوا عليه في البادية، وقيل: ما كان عليه العرب قبل الإسلام، وقيل: أراد يوم بدر «مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ» قيل: ضعفاء بأرض مكة، وقيل: بأرض العرب «تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ» قيل: