قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون 27 واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم 28}
  لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مْثِلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فعلْتَ عَظِيمُ
  وقيل نصب على النهي بالواو، العرب تنصب النهي بالواو، كما تنصبه بالفاء.
  · النزول: عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول: إن أبا سفيان خرج من مكة، فأتى جبريل إلى النبي ÷ وقال: إن أبا سفيان. في مكان كذا فاخرجوا إليه واكتموا، فكتب رجل من المنافقين إليه أن محمدا يريدكم، فخذوا حذركم، فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية.
  وقال السدي: كان يسمعون أسرار النبي، ويفشونها حتى يبلغ المشركين، ففيه نزلت الآية.
  قال الزهري والكلبي: نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر بعثه النبي ÷ إلى بني قريظة لينزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكان فيهم ماله وولده، فقالوا له: ما ترى؟ فأشار إلى حلقه، وقال: إنه الذبح، قال أبو لبابة: فما زالت قدماي حتى عرفت أني خنت اللَّه ورسوله، فنزلت الآية، فربط نفسه في سارية سبعة أيام لا يذوق شيئا حتى قبل توبته، وقال: إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيه الذنب وأنخلع عن مالي، فقال ÷: «يجزيك الثلث أن تتصدق به».