التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون 27 واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم 28}

صفحة 2901 - الجزء 4

  وقال المغيرة بن شعبة: نزلت في قتل عثمان بن عفان.

  وقيل: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى مكة لما هَمَّ النبي ÷ بالخروج إليها، حكاه الأصم.

  · المعنى: ثم أمرهم عقيب ما عده عليهم من نعمه بامتثال أوامره وترك الخيانة فيها، فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» ظاهرا «لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ» ولا تنقضوا حظ أنفسكم من الغنيمة العاجلة والمثوبة الآجلة بمعصية اللَّه ورسوله، وقيل: لا تخونوا اللَّه بترك فرائضه، والرسول بترك سننه وشرائعه، عن ابن عباس. قال الحسن: من ترك شيئا من الدين وضيعه فقد خان اللَّه، وهو اختيار قاضي القضاة، وقيل: لا تخونوه بأن توافقوه في العلانية، وتخالفوه في السر، كما صنع المنافقون، عن الحسن والسدي وأبي مسلم. وقيل: لا تخونوا اللَّه ورسوله في [مال الله] الذي جعله لعباده، وهو الغنائم وسائر أموال بيت المال؛ لأن المستحق لصرف هو قسمته هو الرسول بأمر اللَّه، وقيل: هو الغنائم، عن أبي علي. وقيل: لا تدعوا النصيحة في دين اللَّه، فتكونوا خائنين لله ولرسوله، وقيل: لا تخونوا اللَّه والرسول بإفشاء أسراره، [بفعل] «وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ» قيل: إذا خانوا اللَّه فقد خانوا أماناتهم؛ لأن ضررها يعود عليهم بفوت الثواب ولزوم العقاب، عن السدي وأبي مسلم. وقيل: لا تخونوا أمانتكم، يعني: أمانات بعضكم بعض، وقيل: لا تخونوا [ما أعطيناكم] وما ائتمناكم عليه من أموال بيت المال بأن تمنعوها عن مستحقيها، وقيل: دين اللَّه أمانته فأدوا إليه ما ائتمنكم عليه، عن قتادة وابن زيد. وقيل: الأموال أمانة في أيديكم، فلا تنفقوها في