قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين 31 وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم 32}
  · اللغة: التلاوة: القراءة. والأساطير جمع، واحدها: قيل: أسطورة، عن الزجاج. وقيل: سَطْر جمع القليل، وقيل: هو جمع الجمع، يقال سطر للواحد، ثم يجمع أسطار وأسطور، ثم يجمعان أساطر وأساطير، وقيل: الياء زيدت للمد، كما قيل: دراهيم، وأصله من قولك: سطرت الكتاب: كتبته سطرًا سطرًا، وسطر فلان جاء بالأسطر.
  والمطر معروف، قال أبو عبيدة: أمطر علينا: ما كان في عذاب. وأما في الرحمة فيقال: أمطروني الرحمة.
  والسماء معروف، السماء: السقف، وكل ما علاك فيقال: إنه سماء، وإنما ذكر السماء تأكيدًا وبيانًا، وقيل: لأن الحجر، قد يكون من علو دون السماء.
  · الإعراب: (هو) في قوله: «إن كان هذا هو» عماد وتوكيد وصلة في الكلام. و (الحق) نصب؛ لأنه خبر (كان)، ويجوز فيه الرفع، ولكن لم يقره الفراء، إن جعلته اسمًا رفعت (الحق) ب (هو).
  · النزول: قيل: نزلت الآية في النضر بن الحارث، وكان من بني عبد الدار، وكان يختلف تاجرًا إلى فارس والحيرة، فسمع أهل الحيرة وأخبار العجم من أهل الكتاب التوراة والإنجيل، ورآهم يصلون، فلما رجع إلى مكة وجد محمدًا ÷ يقرأ القرآن، ويصلي، فقال النضر: سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا.
  وقيل: إن النضر بن الحارث وأبا جهل بن هشام، والعاص بن وائل قالوا ذلك، فقال لهم رسول اللَّه ÷: «فأتوا بسورة من مثله»، فلم يقدروا عليه، فاستقبل أبو جهل