قوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون 35}
  واختلفوا، فالذي عليه مشايخنا أن ذلك فِعْلُ المتكلم، ولا يجوز أن يقال: إنه فعل اللَّه تعالى؛ لأنه قد يكون كذبًا وقبيحًا، وأنه لا يقع بحسب فعل العبد كسائر أفعاله، وقيل: التصدية من الصد، وأصله التصدد، وقلبت إحدى الدالين ياء.
  · النزول: قيل: كانت قريش يطوفون بالبيت عراة، يصفقون ويصفرون، ويخلطون عليه طوافه وصلاته عن مجاهد.
  وقيل: كان إذا صلى ÷ قام رجلان من المشركين عن يمينه، ورجلان عن يساره يصفران ويصفقان يخلطان عليه صلاته، وهما من بني عبد الدار، قتلوا ببدر، عن مقاتل.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: فيه وجوه:
  قيل: تتصل بما قبلها أي: كيف لا يعذبهم اللَّه، ولو ترك عذابهم لتركه لاستغفارهم وصلاتهم، وما كانوا يصلون.
  وقيل: تتصل بقوله: «وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ» يعني: يَدَّعُونَ أنهم ولاة البيت، وكيف يكون كذلك وعبادتهم المكاء والتصفيق والتعري؟ ذكره شيخنا أبو حامد.