قوله تعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون 36 ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون 37}
  · الأحكام: تدل الآية على أن ما أتوا به من المكاء والتصدية ليس بعبادة؛ ولذلك عذبوا عليه.
  وتدل على أن من أبدع من جهة نفسه شيئًا لا يكون عبادة.
  وتدل على أن المكاء والتصدية فِعْلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
  وتدل على أن العذاب يستحق على الأفعال، فيبطل قولهم في جزاء الأعمال، وفي أن العذاب يجوز الابتداء به.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ٣٦ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٣٧}
  · اللغة: صدّ: أعرض، وصد: منع، لازم ومتعدّ.
  والحسرة: الغم بما يكشف من فوت استدراك مطلوب، والأصل: الكشف من قولهم: حسر عن ذراعيه، حسر حسرًا، والحاسر: خلاف الدارع، وحسر حسرة فإذا ظهر به فوت نفع أو لحوق مضرة فيناله الغم فهو الحسرة.
  والتمييز: الفرق بين الشيئين، مازه يميزه تميزًا وميزه تمييزًا، ويميز بعضهم عن بعض تمييزًا، وامتاز القوم امتيازًا.