قوله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين 38 وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير 39 وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير 40}
  والمولى على وجوه: المالك، والمملوك، والناصر، والحليف، وابن العم، وأصل الوَلْي: هو جعل الشيء يلي غيره.
  · الإعراب: (إن تولوا) شرط وجوابه: (فاعلموا) وإنما جاز الأمر في جواب الشرط؛ لأن فيه معنى الخبر فلم يخرج من أن يجمع الثاني بالأول، كأنه قيل: فواجب عليكم العلم بأن اللَّه مولاكم، أو فينبغي أن تعلموا أن اللَّه مولاكم.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في أبي [سفيان وأصحابه]. وقيل: هو عام.
  · المعنى: لما تقدم الوعد والوعيد عقبه بالدعاء إلى التوبة والإيمان، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد «لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا» يتوبوا عما هم عليه من الشرك ويمتنعوا، وقيل: عن الشرك وقتال المؤمنين، عن الأصم. «يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ» مضى منهم من الكفر وقتال النبي، وإفتان المؤمنين عن دينهم يغفر لهم ذلك في أحكام الدنيا، فلا يؤاخذون بقصاص وضمان، وفي الآخرة لا [يعاقبون عليها]، «وَإِنْ يَعُودُوا» قيل: إلى الكفر وقتال المسلمين «فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ» يعني طريقته في نصرة الأنبياء، والإهلاك للكفار في الدنيا، وبالعذاب في الآخرة كما فعل يوم بدر، عن أبي مسلم. وقيل: بتعجيل عذاب الاستئصال، وما جرى مجراه من الأسر والقتل يوم بدر، عن الحسن ومجاهد والسدي. فيفعل بكم مثل ما فعل بالأمم «وَقَاتِلُوهُمْ»