قوله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين 38 وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير 39 وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير 40}
  خطاب للمؤمنين وأَمْرٌ بقتال الكفار، قيل: كفار مكة وما حولها، عن أبي علي.
  وقيل: هو عام «حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ» قيل: شرك، عن ابن عباس والحسن. وقيل: حتى لا يفتن مؤمن عن دينه، عن ابن إسحاق والربيع. وقيل: حتى لا يكون بمكة وما حولها كفر، عن أبي علي. وقيل: بلاء، عن أبي العالية. وقيل: إلجاؤهم إلى الفجرة ومفارقة الأهل والولد، وقيل: معناه ليكن قصدكم ألا يكون كُفْر. «وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ» قيل: ليجتمع أهل الحق وأهل الباطل على دين الحق وهو الإسلام، عن أبي مسلم. فيعتقدون الإسلام ويعملون به فيكون كل الدين لله، وقد يكون الدين التوحيد خالصًا لله ليس فيه شرك، ويخلع الأنداد، وقيل: حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، عن قتادة. وقيل: حتى تكون الطاعة والعبادة لله، والدين: الطاعة «فَإِنِ انْتَهَوْا» عن الكفر وقتال المسلمين «فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» أي: عالم بأعمالهم وضمائرهم يجازيهم عليها «وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ» قيل: إن أعرضوا عن الإيمان وعادوا إلى القتال فثقوا بِاللَّهِ ووعده بالنصر تسكينا لنفوسهم، وقيل: إن تولوا فاعلموا أن اللَّه ينصركم عليهم لتكونوا على بصيرة لأن الغلبة لكم «مَوْلَاكُمْ» نصيركم ومعينكم «نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ» قيل: المولى الناصر المليك، عن الأصم. والنصير أي نعم المعين على طاعته، فينصر المؤمن ويعزه.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الانقطاع إلى اللَّه - تعالى، والثقة به، والتوكل عليه.
  وتدل على أن قتلهم وقتالهم لطف في ترك الكفر؛ لذلك أمر به.