التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}

صفحة 2942 - الجزء 4

  وقال الشافعي: يستحق بالاسم والنسب، ويشترك فيه الغني والفقير، وهو مذهب الهادي، والصحيح من مذهبه ومذهب مشايخ الزيدية أن استحقاقه بالنصرة أيام الرسول وبعده من كان في نصرة الحق صرف إليه، ولو كان في نصرة الباطل لا يصرف، وهذا أوجه الأقوال - لقوله ÷ جوابًا لعثمان وجبير بن مطعم لما سألاه، وقالا: نحن وبنو المطلب كهاتين، فَلِمَ أَعطيتهم وحرمتنا؟ فقال: «لأنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام».

  ثم اختلفوا في ذوي القربى:

  فقيل: بنو هاشم، عن مجاهد وعلي بن الحسين وعبد اللَّه بن الحسن.

  وقيل: ولد العباس وولد الحارث بن عبد المطلب، وولد جعفر، وولد عقيل، وولد علي، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه.

  وقيل: بنو هاشم وبنو المطلب، عن الشافعي.

  وقيل: لكل قريش. وقيل: لما يراه النبي ÷ من قريش، حكى جميع ذلك الطحاوي.

  وكيف يقسم؟ قال الشافعي: «للذكر مثل حظ الأنثيين» يقسم قسمة الميراث.

  وقال الهادي: يقسم قسمة الغنيمة، فيقسم بينهم بالسوية، وقال أبو حنيفة: على ما يراه الإمام.

  فأما سهم المساكين. فاختلفوا: فقال أبو حنيفة: المسكين أسوأ حالاً من الفقير، وهو قول جماعة أهل اللغة، وقال الشافعي: الفقير أسوأ حالاً، وهو قول الأنباري.

  فأما سهمه وسهم اليتيم وابن السبيل فلا خلاف أنه ثابت، واتفقوا أن الفقر في اليتيم وابن السبيل شرط، فصار الفقر كالعمدة فيه.