قوله تعالى: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور 43 وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور 44}
  والصدر: موضع القلب، وهو أَجَلُّ موضع في البدن، ومنه صدر الدار، وصدر المجلس أجل الموضع.
  والعين الحاسة المعرفة، وفيه اشتراك عين الإنسان وعين الركبة وعين الميزان وعين الماء، وأصل الجميع العين التي هي الحاسة.
  والالتقاء: الاجتماع بحيث يقع نصر أحدهما على الآخر.
  · الإعراب: العامل في قوله: «إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ» قيل ما تقدم تقديره: أراكم النصر إذ كنتم بشفير الوادي إذ يريكهم، وقيل: محذوف تقديره: واذكروا إذ يريكموهم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - أحد أسباب النصر وما فعله من اللطف، فقال سبحانه: «إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ» أي: يري اللَّه محمدًا ÷ هَؤُلَاءِ المشركين «فِي مَنَامِكَ» قيل: نومك يا محمد، وقيل: في موضع نومك، أي في عينك التي تنام بها، عن الحسن. وليس من الرؤيا في النوم، وهذا بعيد؛ لأنه خلاف الظاهر «قَلِيلًا» لتخبر أصحابك فيجترئوا عليهم، وتقوى قلوبهم، وذلك أنه ÷ رآهم في نومه قليلاً وأخبرهم برؤياه فقالوا: رؤيا النبي حق، فكان نعمة من اللَّه قَوَّى قلوبهم ونصرهم على عدوهم «وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ» لجبنتم من لقائهم «وَلَتَنَازَعْتُمْ» اختلفتم في محاربتهم، ولم تجتمع كلمتكم على قتالهم، عن أبي علي والأصم، «وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ» قيل: سلمهم من الفشل والتنازع الذي علم أنه سيحدث لو أراكهم كثيرًا، عن أبي علي والأصم. وقيل: