التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم 49 ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 50 ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 51}

صفحة 2961 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ ابن عامر وحده: «ولو ترى إذ تتوفى» بالتاء على التأنيث للفظ الملائكة والجمع. وقرأ الباقون بالياء للمعنى.

  · اللغة: الغرور: إظهار النصح وإبطان الغش، غَرَّهُ يَغُرُّهُ غرورًا، واغتر به اغترارًا.

  والتوفي والقبض من النظائر.

  والحريق: تفريق الأجسام الكثيرة بالنار العظيمة، أحرق إحراقًا واحترق احتراقًا.

  والتقديم: ترتيب الشيء أولاً قبل غيره، قدمه تقديمًا وأقدم على الأمر إقدامًا.

  ظلَّام: فَعَّال من الظلم، وهو بمعنى ظالم، إلا أن فيه مبالغة ليست في ظالم.

  · الإعراب: يقال: لم دخلت الواو في قوله: «وَإِذْ زَيَّنَ» ولم تدخل في: «إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ»؟

  قلنا: لأن الأول حال عطف على حالهم في خروجهم بطرًا ورياء حَالَهُم في تزيين الشيطان أعمالهم، وأما الثاني فالمنافقون ابتدؤوا القول عند ذلك الأمر.

  ويقال: ما عامل الإعراب في (إذ)؟

  قلنا: قيل: الابتداء، تقديره: ذلك إذ يقول، والآخر الفعل، تقديره: