التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم 49 ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق 50 ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 51}

صفحة 2962 - الجزء 4

  اذكروا إذ يقول، وقيل: تقديره: واللَّه بما يعملون محيط إذ يقول، وقيل: ويحيى من حيَّ عن بينة، وإن اللَّه لسميع عليم إذ يقول.

  ويقال: أين جواب (لو) في قوله: «وَلَوْ تَرَى»؟

  قلنا: محذوف بتقدير: لرأيت منظرًا هائلاً أو أمرًا عظيمًا أو عقابًا شديدًا، وحذف الجواب في مثله أبلغ وأفحم، والمرئي في قوله: «ترى» محذوف، وتقديره: لو رأيت الملائكة يضربون وجوه الكفار.

  ويقال: ما موضع «بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيَكُمْ» من الإعراب؟

  قلنا: يحتمل وجهين: الرفع بأنه خبر «ذلك» والنصب بأنه متصل بمحذوف على تقدير: ذلك جزاؤكم بما قدمت أيديكم.

  ويقال: ما عامل الإعراب في (أنَّ) في قوله: «وَأَنَّ اللَّهَ لَيسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبيد»؟

  قلنا: فيه وجهان: النصب بمعنى فإن اللَّه، والرفع بمعنى فذلك أن اللَّه، كما يقول: ذلك هدى.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في قوم في قلوبهم شك، كانوا تكلموا بالإسلام وهم بمكة، عن ابن عامر ومجاهد.

  وقيل: لما حضروا بدرا ورأوا قلة المسلمين ارتدوا، وقالوا: غر هَؤُلَاءِ دينُهم.