قوله تعالى: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب 52 ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم 53 كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين 54}
  · النزول: قيل: نزلت في أهل مكة لما أخرجوا النبي ÷ إلى الخزرج ثم قتلوا يوم بدر.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - أن حال هَؤُلَاءِ الكفار كحال مَنْ قبلهم، فقال: «كَدَأْبِ» الكاف كاف التشبيه، فقد شبه حال هَؤُلَاءِ بحال آل فرعون، وقيل: التشبيه عائد إلَى قوله: {وَقَدْ خِلِتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} كعادة آل فرعون، والمعنى كعادة آل فرعون أي: قومه وأتباعه، عن الأخفش وأبي عبيدة والمؤرج والأصم وأبي علي وأبي مسلم. وقيل: كفعلهم وصفتهم، عن ابن عباس والضحاك. وقيل: كشأن آل فرعون وأمرهم، عن الزجاج. وقيل: كان آل فرعون كفروا كما كفرتم، عن الكسائي. وقيل: كعادة اللَّه في آل فرعون وسائر الكفار أن يهلكهم إذا كذبوا، عن أبي علي وأبي مسلم. و «آلِ فِرْعَوْنَ» أتباعه فيما دعا إليه من الربوبية «وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» من قبل آل فرعون «كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ» جحدوا بيناته «فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ» أي عاقبهم «بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ» قادر «شَدِيدُ الْعِقَابِ» لمن عصاه، «ذَلِكَ» يعني ما فعلناه بالمشركين من العقوبة إنما فعلناه لكفرهم، ولأنهم غيروا ما أنعم اللَّه عليهم «بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» قيل: أراد به أهل مكة أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، وبعث نبيًا يهديهم، فكفروا وتركوا شكرها، عن