قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 55 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون 56 فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون 57 وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 58}
  قراءة العامة: «مَنْ خَلْفَهُمْ» بفتح الميم، وعن الأعمش «مِنْ خَلْفِهِمْ» بكسر الميم، تقديره: فشرد بهم مِنْ خَلْفِهِمْ مَنْ عمل عَمَلُهم.
  · اللغة: الدابة: اسم لما يدب على الأرض إلا أنه في عرف اللغة صار اسمًا لنوع مخصوص وهو: الخيل والبراذين، وجاء في القرآن على الأصل.
  والعهد: العقد المؤكد باليمين، والمعاهدة مفاعلة وهو المعاقدة عن الأمر بالأيمان المؤكدة.
  والنقض مصدر نقضت البناء والحبل والعقد أنقضه نقضًا، والنِّقْص بكسر النون المنقوض، والنقض أيضًا البعير المهزول، وجمعه: أنقاض.
  والثقف: الظفر والإدراك بسرعة من قولهم: ثقفت الشيء: تعلمته، وثقفت القناة، ويسمى اللعب بالسيف ثقفًا ومثاقفة لسرعة حركاته، ورجل ثَقِف وثَقُفٌ وثقفت فلانًا في الحرب: أدركته، قال الشاعر:
  فَإِمّا تَثْقَفُونِي فَاقتُلُوني ... وَإِنْ أَثقَفَ فَسَوْفَ تَرَوْدنَ بَالي
  والتشريد: التفريق على اضطراب، شرد البعير شرودًا، وشرّدت البعير والدابة أشرّد تشريدًا، ودابة شرود، والتشريد والتطريد والتفريق والتبديد من النظائر، الإلقاء والطرح، نَبَذَ يَنْبِذُ نَبْذًا وانتباذًا. والخيانة: خلاف الأمانة. والسواء: العذاب، قال الشاعر: