قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 55 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون 56 فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون 57 وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 58}
  حتى يجيبوك إلى السواء
  أي: العدل. وقيل: للوسط سواء لاعتداله إلى الجهات.
  · الإعراب: يقال: ما معنى الفاء في قوله: «فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ»؟
  قلنا: عطف جملة على جملة، تقديره: كفروا مصرين على الكفر، فهم لا يؤمنون.
  ويقال: أيقال: لم حسن عطف جملة من ابتداء وخبر على جملة من فعل وفاعل؟
  قلنا: لما فيه من التأدية إلى معنى الحال؛ وذلك أن إصرارهم على الكفر أدى إلى الحال في أنهم لا يؤمنون.
  ويقال: لم عطف المستقبل على الماضي في قوله: «ثُمَّ يَنْقُضُونَ»؟
  قلنا: للبيان بأن منهم من نقض العهد مرة بعد مرة في مستقبل أوقاتهم بعد العهد إليهم، والنون في قوله: «تَخَافَنَّ» نون الثقيلة التي تدخل للتأكيد عن أبي مسلم.
  ويقال: لم بُنِيَ المضارع مع نون التأكيد، فقيل: «تَخَافَنَّ»؟
  قلنا: لأن النون لما أبطلت السكون اللازم للجزم الذي هو أمكن في الفعل فكانت على إبطال غيره من الإعراب أقوى.