قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 55 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون 56 فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون 57 وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 58}
  وقيل: على مهل وذلك قوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}. «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ» أي يبغضهم، فهذا نفي على الإثبات كأنه قيل: حرموا محبة اللَّه بما استوجبوا من بغضه لأجل خيانتهم.
  · الأحكام: تدل الآية على تحقير الكفار والاستخفاف بهم حيث شماهم دواب وأنهم شر الدواب، وتدل على قبح الغدر ونقض العهد.
  وتدل على وجوب التعنيف بالكفار والنكاية فيهم بالقتل على ضد ما أمر في المؤمنين بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
  وتدل على جواز معاهدته الكفار، وأنه يجب الوفاء به إذا لم تكن للخيانة منهم أمارة.
  وتدل على أنه متى ظهرت أمارة الغدر فله نقض العهد.
  وتدل على أن الواجب إعلامهم بذلك، كما فعل بأهل مكة، حيث بعث ببراءة، فقرأها عليهم أمير المؤمنين # أيام الموسم.
  وتدل على أن الخيانة ونقض العهد فعلهم؛ لذلك عاقبهم عليها، فيبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق.
  وتدل على أنه لا يحب الخائنين لأجل خيانتهم، فَبَيَّنَ أنه لا يريد الخيانة بخلاف مذهبهم، وقد سأل نفسه أبو علي بحديث الفتح وأنه ÷ غزاهم من غير خيانة منهم، وأجاب بأن القوم نقضوا العهد بقتل خزاعة، وكانوا في عهد