التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين 62 وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم 63}

صفحة 2987 - الجزء 4

  وذكر مشايخنا أنه معنى يحل محلين ولا يحسن من فعلنا إلا متولدًا، ثم اختلفوا عن ماذا يتولد، فقال أبو هاشم مرة على الاعتماد، وقال مرة على الكون، وهو مذهب القاضي في المجتمعين على وجه الالتزاق، [و] الأكثر قالوا: إن فيه تأليفا، ومنهم من قال: لا تأليف فيه، وإنما أثبته فيما يلتزق، وذكر مشايخنا أنه إذا وقع التأليف وصادف شرطا وقع ملتزقًا، وهو أن يكون في أحد محلين رطوبة، وفي [الآخر] يبوسة، فاختلفوا، فقيل: إنه شرط في حال حدوثه دون حال بقائه، عن أبي عبد اللَّه البصري، وقيل: بل هو شرط في جميع الأحوال، عن القاضي.

  · الإعراب: نصب اسم (اللَّهَ)؛ لأنه اسم (لكنَّ) وخبره في (ألَّف)، وتقديره: لكن اللَّه المؤلف. و (عزيز) خبر (إنَّ) ولذلك رفعه، واسمه في الهاء.

  · النزول: «وَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبهمْ» قيل: نزلت في الأوس والخزرج، كان القتال بينهم مائة وعشرين سنة حتى جاء الإسلام، فصاروا إخوانًا بعدما كانوا أعداء.

  · المعنى: لما أمر بالمصالحة عقبه بأحوالهم إن أرادوا بالمصالحة الخداع، فقال سبحانه: «وَإنْ يُرِيدُوا أَنْ» قيل: بنو قريظة، عن مجاهد، وقيل: سائر الكفار «أنْ