التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69}

صفحة 2995 - الجزء 4

  بالياء، وكلاهما جائزان؛ لأنه تقدم على الجمع، وهو (الأسرى) فيجوز التذكير والتأنيث، فالتذكير للفظ، والتأنيث للمعنى.

  وقرأ أبو جعفر «أُسارى» والباقون «أسرى»، وكلاهما جمع أسير.

  · اللغة: النبي بغير همز: من النباوة، وهو الرفعة؛ لأن له درجة رفيعة ليست لغيره، وبالهمز من الإنباء وهو: الإخبار، وجاء رجل إلى رسول اللَّه ÷ وقال: يا نبيء اللَّه - بالهمز، فقال: «لست بنبيء اللَّه، وإنما أنا نبي اللَّه» بغير همز.

  وأصل الأسر: الشد، فلان مأسور أي مشدود، وكانوا يشدون الأسير بالقيد.

  والإثخان: تغليظ الحال بكثرة القتل، يقال: أوقع بهم وأثخن فيهم إذا كثر القتل، وأثخنه المرض والجراح: إذا اشتد عليه، وأنشد المفضل:

  يصلي الضحى ما دهرها ببعيد ... وقد أثخنت فرعون في كفره كفرا

  والغنيمة: ملك ما أخذ بالقهر من أهل الحرب.

  والطيب: المستلذ، والطيب: المباح والحلال، والطيب: الطاهر، والأصل:

  المستلذ.

  · الإعراب: «لولا» معناه: امتناع الثاني لوقوع الأول، يقول: لولا زيد في دارك لأتيتك، كأنه امتنع من الإتيان لمكان زيد.