قوله تعالى: {ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم 70 وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم 71}
  الإسلام، فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِي قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأسرَى» يعني في يدك ويد أصحابك، ومعنى «فِي أَيْدِيكُمْ» أي: في وثاقكم، وإنما ذكر اليد؛ لأن من في وثاقه بمنزلة من في يده للاستيلاء عليه «مِنَ الأَسْرَى» يعني أسرى بدر الَّذِينَ أخذ منهم الفداء بالإجماع «إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا» يعني إن حصل في قلوبكم خير، يعني إن ظهر المَعلوم، والمراد بالخير قيل: إيمانًا وإخلاصًا، عن الأصم، وقيل: نصرة في الدين وحسن نية، عن أبي علي. وقيل: إن عملتم - بطاعتي ونصرتم ديني ونصحتم رسولي «يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ» من الفداء، يعني خلفًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، «وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» يغفر الذنوب، ويوجب الرحمة «وَإِنْ يرِيدُوا خِيَانَتَكَ» يعني خلافك والغدر بك أيها الرسول، وقيل: ينقضون عهدك؛ لأنهم عاهدوه لما أطلقهم ألّا يحاربوه، ولا يعينوا على محاربته «فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ» قيل: أولياء اللَّه وأنبياءه، وقيل: خانوه بأن خالفوه «مِنْ قَبْلُ» قيل: من قبلك، وقيل: خالفوا قبل وقعة بدر «فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ» يعني لما خالفوا الأنبياء قبلك أمكن منهم، وعاقبهم، وقيل: لما خالفوا قبل وقعة بدر، فأمكنك منهم ببدر، وقيل: «وِإنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ» بالكفر بك فقد كفروا قبلك، فأمكن اللَّه منهم ببدر، والمراد بالخيانة: الخيانة في الدين، «وَاللَّهُ عَلِيمٌ» بأحوالهم «حَكِيمٌ» فيما فعل بهم.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه لا يجب قتل الأسرى لا محالة، وأنه يجوز أن يبقيهم.
  وتدل على ترغيبهم في الإسلام؛ لأن قوله: «وَيَغْفِرْ لَكُمْ» لا يليق إلا بالإسلام.