التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم 70 وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم 71}

صفحة 3002 - الجزء 4

  والخير: النفع الكثير الخالص.

  والخيانة ضد الأمانة وهو: الإضرار بالغير على وجه المساترة.

  والإمكان: القدرة على الشيء مع ارتفاع الموانع.

  · الإعراب: (إنْ) حرف شرط، وجوابه في قوله: «يؤتكم خيرًا» كقوله: إن يجئ زيد أكرمته، فالمجيء شرط، والإكرام جزاء.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في العباس وكان أُسر يوم بدر، وكان من المُطْعِمِين، وبلغته النوبة يوم القتال فأخرج عشرين أوقية ليطعم الناس، فاقتتلوا وذهب بها، فكلم النبي ÷ أن يحسبها في فدائه، فأبى، وطالبه بفدائه وفداء بني أخيه: عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث، فقال: يا محمد تركتني أتكفف قريشًا ما بقيت، فقال ÷: «فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة، وقلتَ: إن حدث بي حدث فهذا لك ولعبد اللَّه وعبيد اللَّه والفضل وقُثم» فقال العباس: وما يدريك؟ قال: «أخبرني ربي»، فقال العباس: فأنا أشهد أنك صادق، وأسلم، فنزلت الآية.

  قال العباس: أخذ مني عشرين أوقية ذهبًا، فأعقبني اللَّه عشرين عبدًا كل عبد يتجر بعشرين ألفًا، وأعطاني زمزم، ولا أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة، وأنا أرجو المغفرة من ربي.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - الأسرى وما أعد لهم إن أسلموا استمالة لهم، وحثا على