التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير 72 والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 73 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 74 والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم 75}

صفحة 3005 - الجزء 4

  أبو علي الفارسي: الوَلاية بالفتح في الدين، وقال الأصمعي: غلط الأعمش وكسر الواو، وقال الحسن: هي لغة، ولا خلاف أن الأجود والاختيار الفتح.

  · اللغة: الهجرة: فراق الوطن إلى غيره من البلاد، وأصله من الهجران، والهجر ضد الوصل، وتمهجر الرجل وتهجر: تشبه بالمهاجرين، وفي الحديث: «هاجروا ولا تهجروا».

  والجهاد: تحمل المشقة، يقال: جهدت نفسي، والجَهْد والجُهْد بضم الجيم: الطاقة.

  والإيواء ضم الإنسان صاحبه إليه بإنزاله إلى عنده وتقريبه، آواه يؤويه إيواءً، وأويت: رجعت، والمأوى: المكان الذي يأوي إليه.

  الولاية - بكسر الواو وفتحها -: النصرة، والولاية السلطان، وأصله من الولاء وهو القرب، كأنه يليك نصرته.

  والاستنصار: طلب النصرة استفعال من النصر، والنصر: المعاونة، يقال: نصره نصرًا أعانه.

  والفتنة: أصله الامتحان، ثم تستعمل في أشياء منها الكفر، ومنها العقوبة، ومنها الهرج.

  والكريم: فاعل الكرم، والكرم: الجود العظيم، قال الشاعر: