قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين 1 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين 2}
  يقال: مَنْ قرأ سورة براءة على المشركين؟
  قلنا: لما أنزل اللَّه تعالى: «بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِ» دفعها رسول اللَّه إلى أبي بكر ليقرأها على الناس، وأمره أن [يحج بالناس]، ومضى أبو بكر، فنزل جبريل وأمره بدفع براءة إلى علي # ليقرأها على الناس، فقرأها علي، وحج بالناس أبو بكر، قال أبو بكر: فرجعت وقلت لرسول اللَّه: وهل نزل فيَّ شيء؟ قال: «لا، إلا خيرا، لكن لا يبلغها عني إلا رجل مني».
قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ٢}
  · اللغة: البراءة: مصدر برئ براءة، وهو انقطاع العصمة، يقال: برئ هو براءة، وأبرأه غيره إبراءً، وهو منه بريء، وبَرِئت من المرض بُرَاءً، بضم الباء، وَبَرأَ بَرَاءً. وهو يجيء من المهموز فعلت أفعل، إلا هذا الحرف.
  والعهد: العقد المؤكد باليمين، عهد عهدًا، وعاهدت معاهدة.
  والشرك: الجمع بين عبادتين لمعبودين، وأصله الشركة، وقد صار في الشرع:
  كل كافر مشرك.
  والسَّيْحُ: السير على مهل، ساح يسيح سيحًا وسياحة وسيوحًا، وانساح الماء انسياحًا.