التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين 1 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين 2}

صفحة 3018 - الجزء 4

  والإعجاز: حقيقة إيجاد اتخاذ العجز، والعجز ضد القدرة، عجزه تعجيزًا، وأعجزه إعجازًا، ثم يستعمل في غير ذلك، وقيل: العجز معنى، عن أبي علي. وقيل: ليس بمعنى، عن أبي هاشم.

  والإخزاء: الإذلال مما فيه الفضيحة، والعار: خزي بعد خزي، يخزى خزيًا، وأخزاه إخزاءً.

  · الإعراب: في رفع «براءةٌ» قولان:

  الأول: خبر ابتداء محذوف، تقديره: هذه براءة.

  الثاني: أنه مبتدأ، والخبر الظرف في الباء، تقديره: براءة إليهم، والأول أحسن؛ لأنه يدل على حضور المدرك كما يقول لما يراه حاضرًا: حسن واللَّه، أي هذا حسن.

  «اللَّهَ» نصب ب (أن) و (مخزي) خبره.

  · النزول: قيل: نزلت في أحياء من العرب خزاعة مدلج وبني خزيمة، كان النبي ÷ عاهدهم بالمدينة سنتين، فجعل اللَّه - تعالى - أجلهم أربعة أشهر، ولم يعاهد أحدًا بعد الآية عن مقاتل.

  وقيل: نزلت في المشركين مَنْ كان له عهد ومن لم يكن، وأجلهم أربعة أشهر حتى ينظروا في أمرهم إما أن يسلموا أو يؤذنوا بحرب من اللَّه ورسوله، وأباح