قوله تعالى: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون 85}
  والثاني: أنه خطاب لأسلافهم، فالكلام على سياقة واحدة.
  ويقال: لِمَ قال: «أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» وهما بمعنى؟
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال: الأول: أقررتم يعني أسلافكم، وأنتم تشهدون الآن على إقرارهم، وقيل: أقررتم في وقت الميثاق ومضى، وأنتم بعد ذلك تشهدون به، وقيل: ذكر ذلك تأكيدًا.
  · الأحكام: الآية تدل على أنه يجوز أن يكلف ألا يقتل نفسه.
  وتدل على عظم نقض الميثاق واستحقاق العقوبة، وفيه لطف للمكلفين كيلا تسْلَكَ طريقتهم، ولا يجري علىِ سننهم.
قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٨٥}
  · القراءة: «تَقْتُلون» قراءة العامة بالتخفيف من القتل، وعن الحسن «تُقتِّلون» بالتثقيل من التقتيل.
  «تَظَاهَرُون» قرأ عاصم وحمزة والكسائي «تظاهرون» بتخفيف الظاء، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «تَظَّاهرون» بالتشديد، فوجه التخفيف الحذف