التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم 3 إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين 4}

صفحة 3026 - الجزء 4

  قرأ العامة «ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ» بالصاد غير معجمة، من النقصان.

  وقال عطاء بن يسار: «ينقضوكم» بالضاد معجمة من نقض العهد.

  · اللغة: الأذان: أصله الإعلام، ومنه: أذان الصلاة؛ لأنه إعلام للناس بالصلاة، وقيل:

  أصله النداء الذي يسمع بالأذن، كأنه أوقعه في أذنه، وهما متقاربان، يقال: ائذن لي بكذا، وأذنت، أي أعلمني فعلمت، وأذن بإذن أعلم، كما يقول: أيقن بيقين.

  والحج في اللغة: أصله القصد، وكل قصد حج، قال:

  يَحُجُّون سبَّ الزَّبِرقان الُمزَعْفَرَ

  السِّبُّ: الثوب الطويل القصير، ثم صار في الشرع اسمًا لمن قصد بيت اللَّه الحرام للنسك، والحجيج: الحاج، والحُجَّةُ منه؛ لأنها تقصد، والَمحَجَّة: جادة الطريق؛ لأنها تقصد بالسلوك.

  والنقصان: حط عن عدة نقيض الزيادة، وهي إلحاق عدة بعدة، يقال: نقص ونقصه، وهو النقص والنقصان.

  والمظاهرة: المعاونة على الغير للظهور عليه، والظهير: المُعِينُ، قيل: أصله من الظهور وهو الغلبة، وقيل: من الظهر.

  والإتمام: بلوغ الحد في العدة من غير زيادة ولا نقصان، تم الشيء يتم تماما: كمل، وأتممته أنا إتمامًا: أكملته، وشيء تام وتمام وتَمَّ، وقد يكون الإتمام القيام في الأمر، ومنه: {وَأَتِمُّوا الحجَّ وَالْعُمْرَةَ}.

  والزمان والمدة والحين نظائر، وأصله من مددت الشيء مدًا فكأنه زمان طويل للفسحة، والمدة اسم للمعدود من حركات الفلك عند مشايخنا وهو محدث، وذكر