التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم 3 إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين 4}

صفحة 3027 - الجزء 4

  ابن زكريا الرازي أن المدة شيء سوى العالم، وفيه من الأجسام والأعراض، وهو قديم، وقد نقض عليه كتابه شيخانا أبو القاسم، وأبو عبد اللَّه.

  · الإعراب: في رفع «وأذانٌ» قولان:

  قيل: إنه عطف على «براءة»، وتقديره: براءة من اللَّه، وأذان منه، عن الفراء، والزجاج.

  وقيل: إنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: عليكم أذان؛ لأن فيه معنى الأمر.

  و (بَشِّرْ) عطف على الأذان؛ أي: أَذّنْ وَبشّرْ عن أبي مسلم.

  ويقال: لم قال: «بريءٌ» ولم يقل: (بريئان)، وقد ذكر اسم اللَّه واسم رسوله؟

  قلنا: لأنه أراد أن اللَّه بريء، والبراءة من جهة الرسول محذوف، دل الكلام عليه.

  وقيل: أراد كل واحد منهما بريء، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال الشاعر:

  فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بالمدينة رَحْلُهُ ... فَإِنَّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ

  أي: كل واحد غريب.

  · النزول: قيل: الآية الأولى نزلت في نبذ العهد إلى المشركين وتأجيلهم أربعة أشهر، والاستثناء نزل في حي من كنانة، وكان بقي من مدتهم تسعة أشهر فأمر بإتمامها لهم.